إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 7 مايو 2010

حيرة مؤلمة




تحذير

إياك و السير بين هذه الكلمات دون صحبة الأمل

في منتصف العقد الثالث من الألم

تحترق الفراشات بكل سهولة

مخلفة ورائها ورودا حمراء تنزع ثوب الجمال منها

لتلبس ثوب القبح

وأنا جالس في زاوية الحديقة تجرحني أشواك الوردة البيضاء

كلما هممت برميها هناك شيء بداخلي يدفعني لضمها رغم الألم

فشلال دمي يسقي جذورها المتعطشة فيزيد الحبل قوة

وأنا أتألم ماذا أفعل ؟

لا أدري

أأقطعه ؟

لا

أأتركه ؟

لا أدري

كم أشعر بالغثيان

كم أشعر بالدوار

ربما أحتاج لكبسولة ألم إضافية !!

تنسيني

تهذب ذاك الألم


تسرق تلك النزغات الصغيرة التي تروادني

فلست أنا الذي أرضى بقليل من الألم

فأنا في دولة الحزن رجل كهل

زادي الكثير من الألم

ولباسي ثوب مهترىء من الأمل

تركتني الأيام أتسول على باب السعادة

رجاء

لا تحاسبوني على بداياتي ونهاياتي وتنقلاتي

هنا

فلست أنا الذي أحكمها

انتبه

تفقد حواسك قبل الخروج

لا أريد الكثير من التراب فوقي




قديما عندما كنت أعيش زمن آخر

كان لي شجرة أمنيات باسقة أستظل تحتها كل يوم والآن

وبعد حلول الخريف وإصابته بالشلل

سقطت أخر ورقة منها

الآن بات اليوم أطول والحمل أثقل

ماذا تبقى لي

لا شيء

الآن بدأت برسم لوحتي

قلب اتشح بالسواد

أكل الجيف يطير في السماء

رأسه منحني نحو الأسفل

يتهيب التقاط الميتة

نورا يتهادى أسفل شجرة البطم

الطيور تحلق تنظر بعيون مغمضة

الريح تحمل غبارا تخفي جانبا من الصورة

باب موصد مرمي على الأرض أخفى خلفه

باقي القصة

الآن

يا من تدنون مني وأنا أنوء عنكم

أوصيكم بحفرة واسعة

لا أريد الكثير من التراب فوقي

لا أريد أن تكون الحفرة عميقة

فقد مللت الظلام

مللت الأحمال

دعوني هناك

ارتاح

ارتاح

كأنني سرب عظام دفنت لقرون




هناك مشاعر مصيرها التيه

مشاعر حرقتك أو أنت بعثتها لتحرق

كلها ستتوه حتما

شفرات عجزت عن فكها

أو هي عجزت عن فكك

كلها ستفك حتما

عند حلول ساعة الحقيقة

أكرهك دون أن أعي ماهية هذا الشعور تماما

لربما لأختناق يلازمني كل حين

أنت يا طوق الوقت

أيها الممتد بين مهد الألم وكفن السعادة

أرغب بقطع الشعرة التي تربطني بك

فما الدليل لذلك ؟

لربما لا أعي كنه السكين

الذي أحف به جسدي الكهل

فكل جهل مداعاة لديمومة

لا تعاتبيني أيتها الأنفاس المخنوقة

انظري في مرآتي

تأملي عيوني

ستدركين حينها لما أملك بعضا من الجهل

ستدركين أني مصاب بعمى الألوان

ستأخذك الشفقة أعلى صخرة

ستتوارين خوفً خلف ظلك

وترجعين مهزومة مكسورة

والطوق يشتد ويشتد

الدماء محتبسة في الوجنات

يُرسم أملُُ ُفي الخيال

والعيون مغمضة

كلمات تطلق

أنا خوف الطيور من الصياد

أنا الألم عند الفراق

أنا أمل الجذع اليابس

أنا إحساس الأسير

أنا التيه أنا المتاهة

أنا جسد رموه أمام الجلاد

أنا حرقة قلب ممو وجرح زين

لست بأكثرمن ذرات غبار

لست سوى مجرد هباء

كأنني سرب عظام دفنت لقرون

وأطلقت في يوما عاصف

أحارب الطبيعة بضعفي ووهني

أعاقب بالعيش ها هنا

لا تتركيني وحيدا أمارس زوالي


كنت رجلا عند العقد الأول

وعلى درب العقد الثالث طفل أتلهى بلعبة تسمى أمل

يقيم الفقد على صدري حانوت يبتاع منه الألم

وصواري الشرود ترفع أعلام السواد

في غيهب نفسي عتمة تبللها رذاذ نورا أصفر

من مطر الوجود

ألا يا أنت ِ

يا حجرا ضائعا من عالم الأحلام

التقطته يداي من بين رمل الخلود

أجيبيني

أأنا صخرة صماء

أم انت هبة الضياع

أم كلانا ريح مكورة

أم حبنا نهر أقاموا عليه السدود

أجيبيني

فقلبي يتزحلق على سكين سنه الفقد والبعد

ياغرام وحدتي في ليل الغربة

أجيبيني واتكي على جسدي وارسمي عليه بيديك

معاني الوجود

لا تتركيني وحيدا أمارس زوالي

في هذه الدنيا الضريرة

التي لم أعد أحمل لها غير الضغينة

فقدت الكثير من أحلامي


قدت الكثير من أحلامي
لم أعد أهتم بالقادم
أو بالراحل عني
كل شيء بات في كفة سواء
أستيقظ على صرخة وجع تأن في ذاتي
أداويها
أداريها
أمسح بيدي عليها
أسقيها حبة مهدئ
ربما تداريني هي حتى حلول المساء
أسير في الأزقة
أرفع رأسي
أكسرانحناءة ظهري
يؤلمني هذا
ربما كبريائي يحتاج بعضا من الألم
نظراتي الثاقبة تورثني ألما
و لكي تولد القوة فيني لابد أن أتألم
أرتب هندامي و اسرح شعري و أرفع يدي لألقي سلاما على المارين أسألهم عن حالهم
فيصطبغني الألم أيضا
ولكن ربما لأكون مع الآخرين يلزمني أيضا كبسولات اضافية من الألم
أقوم ببعض الايماءات الواهمة بالقوة لتوحي لهم بأنني ماردا
فتبرحني هذه القوة ألما أيضا
أكره ظهوري واهنا أمامهم ، لكنه ينبغي أن أكون قويا
كل هذه الاشياء تؤلمني
تقتلني
ولكن
أسمعوني
حقا أنا ضعيف
أنا ميت
أنا ميت
أدفنوني
فأنا دفنت نفسي من زمن
كفاني تعذيب

أنتظرك ِ ليلى




متأملا
على ضفاف نهر الانتظار
أستلقي
تحملني الأرض وأحملها
منحني الظهر كالعجوز أنا
و عجوز هي تنحني بحملي
نتكأ على عكاز الأمل
نسبر زرقة السماء
أمد يدي أتعلق بالشمس لأحترق
هي : تجذبني لها
وأنا : أنوء عنها
فننفك حينا
ونلتصق أحيان
عطشى هي تمد يدها لتعصر السحاب
محترقا أنا قاتما كالفحم أنا
أجر الموت
يزيدني الاحتراق نفعا
ليلى ....
أنا لوحة من الحزن
أبدعت ِ في رسمي
أنا أسطورة للألم
اجتهدتِ في صنعي
أنا الضعيف الواقف على شرفة الموت
أنت ذلك الموت الذي اقتات من العمر الثلثين
ليلى ...
أتبقى عيناي معلقتان ، وتجهد الأرض بحملي وأنا أنتظرك ؟
أأمتزج بالأرض ، أمد جذوري فيها
وتضعين صخرة البعد فوقي ..؟
ليلى ...ليلى
أني أنتظرك