لا أدري

لا أدري لما تنتابني حمى الألم

كل صباح


ربما لأنه يكشف الغطاء عن عجزي


لا أدري لما أشعر بالبرد

كل مساء


ربما لأني أصبحت رماد بعد احتراق


لا أدري لما أرى كل ما حولي متشح بالسواد


ربما لأني أعيش الحداد في ذاتي


لا أدري لما فقدت الثقة بالآخرين


ربما لأنهم فقدوا كنز الصدق


لاأدري لما أشعر بالأختناق عندما أرى بعضهم


ربما لأن الجو يتلوث بأنفاسهم السامة

الأفعى المسكينة

أسألك أن ترمي القناع


أيتها الأفعى المسكينة


تزحفين على الأشواك


وبحالك لا تترحمين


تعطسين سم وتتثائبين هم


يالغرابتك بين مخلوقات رب العالمين


في كل مساء تلونين قناعك بالسواد


وكأني بك أصبحت تخافين


يا لتعاستك كم أنت ِ مسكينة


تترجين البلابل و اليمامات أن يغنين


وبعد أن تطربي من سماع صوتهم الحزين


تلسعين ألسنتهم وتكونين من الناكرين


يا لك من أفعى مسكينة


تكذبين تنافقين ولنصر وهمي ترسمين


يا لك من أفعى مسكينة


نظارات مقلوبة تلبسين


تريك ما بك بالآخرين


يا لتعاستك حقا أنت ِ مسكينة

أتأملك

كل صباح


كل مساء


ومن كل قلبي أسألك أن تزيلي القناع


أيتها الأفعى المسكينة

أنثى من حيض الجحيم

ماتت قدرتي على التحليق معك

أيتها النرجسية

القابعة تحت حشائش مستنقع الغابة النتنة

خوفا عليك

أستدرجك خفية من أعين الناس وأنت بلا مبالاة

تتشبثين بتلك الحشائش النتنة

وكأنك أدمنت العيش هناك

تنامين وتستيقظين على نعيق غراب

وفحيح أفعى عجوز تزحف بالجوار

ألا تشعرين بالغثيان

في ذاك الليل الحالك الأعمى

نهضتي من سباتك النهاري

تغتالين الذباب بيديك الخشنتين

وترميها في نحرك الأبيض

وكأن بك رغبة لرسم علامات فارقة

نرجسيتك المظلمة تباغتك على حين غرة

وأنت تبحرين في بحر التأملات اللامتناهية

وكأنها باتت آلهة تتحكم باختياراتك

أنثى من حيض الجحيم أنت

تتطهرين بماء دمعي الأبيض

و تسلبين البراءة من كل مار

بزقاق مملكتك

وكأني بك أصبحت آلهة للموت

تغتالين كل جميل

أنازع بك الموت

لك ِ وحدك

أعصر سلاف الفكر

في قارورة الود

يا أنثى

هلكت لأجلها

عذابات الوجود

وانتثارات الهو

لك ِ وحدك

تتبخر لذة

الاحتراق

ونجوى الذات

لتلتصق

بسماء وأرض

نجواك

لك ِ وحدك

أعيش يومي وغدي

أنازع بك الموت

يا أنثى

أحيت بي

ما خلتها رماد

لك ِ وحدك

يا أميرة مملكتي

ورفيقة دربي

أتنفس الهواء

وأمشي على الأرض

لك ِ وحدك

أكتب

أفكر

أتحدث

يا نجمة أحلامي

وقمر وجودي

لك ِ وحدك

سأبقى

ما دام الدم يجري

في عروقي

فأنت ِ وحدك

من أنازع بك الموت

المحيط بكل أركاني

أشعر بالموت

صاح الديك الأبلق

في الصباح الأمرد

أيا نهارا ستولج الليل

أكان لقدومك

معنى او مقصد

مالي أراك تتوالى

تغرق

تختنق

وكل صباحا

لك في ديوان الأمل مقصد

من لهب الشمس

مددت وترا

تغني و تدق عليه بيدا

وتطبل بأخرى

لتتراقص من حولك الفراشات

ألما

أما لدورتك

أن تنتهي

أتراني أنا

المعلق بغصن

له مع الطراوة حكاية


أتنفس

وأختنق

وبين الاثنين

للألم رواية

أم لدورتك أن تنتهي

أشعر بحرارة

مبطنة

تذيب الأحشاء

وتتقيأها حمما و تتدثرها

وبين الاثنين هناك

غاية

أخالك بياضا اتشح بالسواد

من هجاء كورس

الأمنيات

أما لدورتك أن تنتهي

علقما أتجرعه

صبح مسا

وبين الاثنين

غفوة ألم

وفي المحيط

لهيب يصلى

ينذر الفار

بانصهار على الأعتاب

وتبخر عند الاجتياز

أما لدورتك أن تنتهي

كفاني سؤالا

أشعر بالموت

يلفني

فكن كما أنت

لم تعد تعني لي شيئا

ملحمة العذاب المقنع

هنا في العتبة المتآكلة

في الدرك الأسفل

من قاع الآنا

تتراقص رغباتي الجامحة

ألما
هنا في مقبرة الأماني

تصطف جموع

النغزات الحارقة

لتنطلق بتوالي

اشتعالا

هنا أنا ارارات

ويلتف ذاك الحبل

ويلتف

وأنا هنا

أتسلق ..أتسلق

وعند أول مغيب للشمس

أستلقي

بهدوء ...بهدوء

على فراش التفكير

ينغزني اختناق حلم

السقوط نحو الأعلى

هنا في بحر الشمال المتجمد

فقاعات الألم تتطاير

لتصطد منهكة في قمة القاع

وتبرد وتبرد

ويعود الغليان

لتتبخر مترنحة

وتعود بخطى مثقلة

أدراجها مهزومة

ويبقى الألم وتبقى الذكرى

وتبقى الرغبة

مخنوقة مشنوقة

محفورة مرسومة

بريشة منمقة
ألبتها ثورة الآنا

النائم في حضن أسطورة الريح

المتكسرة في وجه أجنحة الحلم

التائه المحلق بين غمام الوهم

هنا سيفيق الزمن اليوم

ويغدو سمكة سلمون تجيد العوم

عكس التيار بوثبة تلو وثبة

هنا الآن سيموت الخفاش الأعمى

وسيغرد عصفور الكناري

على أنغام ضوء الشمس

هنا وبين هذه الحروف

ستبقى حيا ملحمة ذاك

العذاب المقنع

شقراء اثينا

إلى شقراء أثينا

إنها الواحدة بعد منتصف الحب

تك تك تك

من هناك

أنا

من أنا

أنت

قلبي

تك تك

يصطاد الشجاعة

تك تك

يفتح بابه

ينزع جلده

يعانق ضيفه

يقبل خده

يسكنه لبه

بعد منتصف الحب

تك تك

هاتي يدك
لنتجاور في مدك

ونمتزج في جزرك

تك تك

شقراء أثينا

رحماك بقلبنا

حنانيك بنبضنا

أترجينا قربنا

فلك ما تبغينا قرابينا

تك تك

أنا أنت

أنت أنا

حبنا

طائر يحلق بجناحينا

يا طائر الهوى

لن تكون حكايتنا

حكاية عابرة

أو كمثيلاتها

من الأزمنة الغابرة

ستكون من ملاحم الحب الخالدة

ليلاي

هدوء ...صمت

ليلى نائمة

ليلى تحلم

لم تمت ليلى

أني أراها في ذاك السهل البعيد

أنها تلعب

أنها تغني

هناك في الحلم

في عالم الخيال

هناك ليلاي

هدوء ...صمت

لم تمت ليلى

ليلى نائمة

ليلى تحلم

ها هي تلوح بيديها الناعمتين لي

نعم ليلاي

أنا قادم

نعم يا مليكة هواي

أنا قادم

مدي ذراعيك

بين المشرق والمغرب

فأنا فارس أحلامك

أنا قادم

وفي قلبي طوفان مشاعر

وعلى لساني كلمات حب لم تكتب في معاجم

أنا قادم

ليلاي

يقولون لي بأنك مت

يقولون لي بأنك سافرت

وأنا أقول لهم

لم تمت ليلى

ليلى نائمة

ليلى تحلم

ليلى مقيمة في قلبي

نعم ليلاي

فأنت هناك حيث أحيا

في الحلم

في عالم الخيال

عينانا معلقتان بساعة الزمن

بساعة القدر

بانتظار اكتمال القمر

مهاميز عشقي

1

هنا أتيت يا عشتار

هنا أتيت

لأمتص الرحيق من ثغرك

أنا كيوبيد يا عشتار

بك ابتديت

وعلى أوتار عينيك

سأعزف لحن خلودنا

عشتار يا نبض شمالي

أنفاسي تهوى التعميد

في سماء عشقك

فارمي الترس

واغرزي سهم هيامي

في عمق شمالك

فليس لسهامي

مستقرا إلا في شمالك

يا أية الجمال

وآلهة الحب

2

عشتار

أتخشين سهام الحب

أخبريني

أنا كيوبيد

لا تطيلي الصمت

يا عشتار

فمهاميز عشقي

تدق بقوة

أدمت سهول شمالي

وفجرت براكينه

هيا يا عشتار

لا تطيلي الصمت

أناملي ترسم

ملامح وجودك

في خيالات الأنام

يا آلهة عشقت لأجلها

الحياة والموت

فلا تبحثي

بين المفرداتي

عن حروفا تنأى بك

عن جبالي وودياني

3

صمت ..صمت

وقوف وانحناءة لأجل

عشتار

صمت

ضجيج يكسر زجاج

الصمت

اهدأ يا إعصار الشمال

لا تقتلع أركان صمت المكان

فعشتار

تتأمل تضاريسي

عشتار

تأملي وتأملي

وعندما تنتهين

سأكون هناك

أمام ناظريك

معتكف

أنتظر ثغرك الباسم

يسبر كل تضاريسي

حينها ستتغير كل المعادلات

أصداء لبقايا روح

1

انهيار يتلو انهيار

وقمة تتلوى

في الوسط

تشدها جاذبية الانحدار

آهات وآلام

تصقل مسيرة الانهيار

وغبار ينثر

في الأجواء

يخنق خيالات الأحلام

ويحجب نور الشمس

راسما ملامح الظلام

في أرجاء المكان

وأصداء لبقايا روح

تصطد بأكوام الركام

لتحتضر على شفة الانعدام

2

كحبة زيتون

معلق أنا

في أعلى غصن تدلى

تبدل ثوبي

الأخضر

ليتشح بالسواد

وتتخلى أعماقي

عن نضارتها

كي تصبح

كورقة خريفية

عافها الروح

تترنح بألم

في قوقعتها المظلمة

تنسج من خيالات

السواد ثوبا

لنهايتي

آه منك أيها الظلام

أيها المستوطن

في حشا الخيال

حرابك السامة تغوص

و تغوص في أعماقي

جرها أيها الظلام

وأعد السلام لروحي

المنهمك

هذيان في لحظة اختناق

في هذا الخواء

الصامت عبثا

تناثرت أنفاسي

تعانق ذرات الغبار

المنسلخات من أجساد

الجمادات المتلبدات

في زوايا الحجرات

المعتمة

يا أيتها الأنفاس المختنقات

المحلقات المعانقات لفناء الساكنات

المتعلقات بكبد

فقاعات الأمل

فكي أوتادك

من كبد الأمل

و انتثري بعبث بجنون

متوشح السواد

واسجدي للألم

واركعي متلذذة بقدرك

المحفور على ألواح القدر

فالباب مغلق

مغلق

سراب الظل

في غرة هذا المساء

لاحت في الأفق

صفراء النوى

تسحب أذيال الألم

فوق حطام

بالنار اكتوى

ريح الشمال الباردة

تهادت

على ركام عرش تآكل وانطوى

لترتد لهب ٌٌ ٌ تحرق

العمق بسراب ظل

قد خفا زمن

محا من قبله أزمان

فيا ليلا حالكا قد هوا

هات يدك

فأنا وإياك والرمس

خلان

فرقنا زمن

فتعال لنكمل معا أزمان

غفوة على خاصرة الألم

بهدوء


يهطل البّرد


يفيض الحزن


يصفر الزهر


تكفهر الآمال

بهدوء

يتخمر التفاح

يكسر غصن الزيتون

يفقد طراوته

البحيرة

بهدوء

تقلم ضفائرها اللازوردية

يمسي الماء ملحا

و

عصفورة البراري

بهدوء

تتسلق حبال الليل

لتغفو على خاصرة الألم

هجرة الأرواح العاشقة

النوارس الراقدة على الشاطىء

والفريسة القابعة بين فكي المفترس

وأتعس الفئران المتخفية في المخزن

والعشق الذائب في قلبي

هم في حالة الآنا سيان

كليل يقتفي درب فجر شتوي

معلق في أعلى سارية غيمة راكدة

في السماء تقتفي أثر ريح بوثبات تحفر عمقا

في سطح صخرا هرب الغبار منه

في عصف إعصار ترك السطوح والأعماق قاحلة

تئن تناجي روحا متسللة خفية في رهبة فوضى

سادت المكان

عودي أيا سكونا فارق الجماد

المتلعثم أمام أجراس الأنعتاق

في أماسي ملحمة الانهزام على أرض وطن أصم

غائر اللسان في كهف القمة الخاوية

من أي انتصار

يعزف

أغنية

على أنقاض أطلال جنادل مترهلة

رمتها زوبعة شوق الانصهار من على صهوة الجلمود

تتعثر بزغب رمال منثورة بجوار أحصنة الديدان

الزاحفة بألم على بقايا زجاج مكسور

أسفل قارعة الطريق

سير نحو الأزلية

في اصفرار أوراق الخريف


وعبر أوردتها القاحلة


سأمضي منحني الظهر أستنشق عطر الأزلية


بين أخاديدها الذابلة


لن تغريني نسمات الشتاء بالبقاء


إنما سترتقي بي إلى


الدرك الأسفل من العبث


ماض أنا


لن يرهبني انحنائي


لن يخيفني تكويري


فليس للريح أن تزيد من تدحرجي


على أعتاب النهاية


فأنا قوي


حتى في انحنائي


لن أتحدث

لن أفكر


فقمة القاع


تلوح في الأفق


يكفيني الانتصار


في معركة هزيمتي

كفاك يا قلب

كل له قلب يأويه

إلا أنا

قلبي محطمٌ مهشمٌ

يعاني الضنا

كان الزمان وكنا

صبية نلهو

نغني ونلعب

تحت ظلال شجرة توت

أوراقها تعانق السما

نترع كأس الود كل صباح

لنفرغها في أبراج حصوننا


كحارس يصد كل عدوا دنا

غارت الأيام

وانحسر الزمان

واليوم

أنا وقلبي

نسير في درب سوا

كل يعاتب الآخر

على حبٌ مضى


كفاك يا قلب

ما نفع اللوم والعتاب يوما

بعد حكم القضا


استيقظ من سباتك

واجمع شظاياك

ولملم بقاياك

وعش اليوم

بقصيدة حلم

وأنشودة أمل

حروفها معتقة في جرة حب عذراء

ما مسها إنس ولا جان

ننهل منها الود

ونعزف على قيثارتها لحنا

يطرب أوصالنا

و يراقص أنفاسنا

في زحمة حزن قد اكتسى

الممالكة

آه ً يا قلب

أتذكر يا قلب

رحلتنا في نفق الألم

عندما ألتحفتك وتوسدت رأسي

وعلقت عيناي في الخواء

ومددت يدي على لوح المدية

أتحسس الراحة في سنها

أتذكر تلك الآمال الرخامية الناصعة البياض

كم تلوثت ونحن نشنق الوقت

أتذكر عندما حاولت مسحها بيدي

أنفض عنها غبار اليأس

لكن يدي خانتني

أتذكر ذلك اليوم

عندما قشرنا لحاء السعادة

وحرقنا نسغها على جمر الوقت

ألا تشم رائحتها تفوح من المكان للآن


أتذكر مزنة الدموع

و المزاريب المتناثرة أسفل العين

كم عانت الملوحة والعطش

أتذكر مسيرنا في زقاقها ذهابا وإيابا

أتذكر باب منزلهم كم كان جميلا

حتى الجدران كانت جميلة

بل حتى حتى تلك العتبة التي لم أجرأ اجتيازها

كانت جميلة

أتذكر في ذلك اليوم الربيعي عندما

سارت في ذاك الطريق الترابي

أتذكر كم كان جميلا

أنه أجمل أثر رأيته

أجمل تراب قبلته

أغرب موقف عشته

(يا أرضا سارت عليها أقدامها

يا لسعدك تمنيت للحظات أن أبادلك الأدوار)


بالله عليك يا قلب

دعني أذهب مرة أخرى لذاك المكان

أتأمل أجمل مسرى

أطول مسرى

أقصر مسرى

رأيته

كم تمنيت لو عانقته

وفي كل يوما ألتحفته

وذاك الهواء النقي تنفسته

آه ً يا قلب لو عادت بي الأيام

لمزقت القدر وصهرته

واقتربت من بابها وطرقته

ومسكت يدها وقبلته

واعتصرت خدها وفي كأس شفتي ذوبته

ومددت يدي في شعرها ومشطته

لكان الآن أجمل يوما عشته

وكان الآن أروع يوما تذكرته

ولكن هيهات أن تعود الأيام يوما

فلك يا قلب أن تعود لقبرك

وتنعم بما هو ليس لغيرك

( الموت )

(النهاية كانت في البداية )

رسالة إلى الأحلام العذراء

عذراء الحرف هاتي الريشة و الدواة

وبعذب الحديث أصدحي

في قارب الدواة ِ

دعينا نرحل ِ

أجدف الحبر بريشتي

وبالجوار أواقع الأحلام العذراء

القابعة في الجماجم

وبروح انتصارنا

في هذه الليلة الظلماء

أنتشي

دعيني أنفس الحب في هالتها

المثقوبة

وبين تلال الصدر

أرتمي

لن أدعها تنظر للأعلى بتأملي

بل سأكون قريبا من عينيها

وبروح النشوة

احتمي

لن أدعها تشد الجفون بقوة مذنبي

بل سأدعها ترخيها بنشوة

وبجميل الكلامي تتوسلي

سأرسل أحد الأطراف

يعبث بلا رادع

في كل الدروب

يغزل من أطرافها

ثوبا عاجيا لمنولي


عذراء الحرف يا مقبلة القرطاس و الدفتري

انزعي عنك ثوب العذرية

وبعهر غانية ضاجعي أحلامي العذراء

فلم تعد سوى أشباح تتصيد الجماجم

في ليلا مظلمي

ستتعبين كثيرا فلست قوية مثلي

ولن تكوني حاذقة مثلي

(فــــأنا الفارس المكلل بالغار

أنا صانع المجد

أنا ارارات

فهل لك أن تصل قمتي

العفو والمعذرة

فقمتي لا يصلها سوى طائر حر

يحلق بدون قيود

يحب بلا حدود)

ولكن زبد النشوة لا يماثله

رغاء ظبي متناثر

في قيعان جندلي

فاعتصري النواة بحبل

الرغبة المجدول حول خاصرة الغسق

وارمي المراسيا في بحر الظلام

وبصيدك الوهمي تلذذي

فرياح الشفق من الشرق قادمة

ستقتلع الجلاميد من على صهوة البسيطة

وبنيران الظلام المنصهرة

في سموات الخرافة ترتوي

عذرائي

إذا عجزت فلنمضي

في درب الشمس نتسلق القهر

المجدول كضفائر شقراء على مائدة الأرض منثورة

هاتي حبالك الطرية نشد بها عنق الريح

فالغيمة في طريقها للرحيل

أسرعي عذرائي

لنغفو عند الظهيرة على صهوتها

نقلم أظافر التعب

فدرب الشمس طويلة

رغبات النحل المغامر

وردتي الحمراء

احمرارك القاني يثيرني

يكسر كل السدود أمام دفق المياه

في مجاري أنهاري

و صهيل

رياحك العاتية تهز علو قمتي

تزيد من شبق تضاريسي

للحلول في سهولك العارية

...نارية الأنفاس...

دعي تلك السهول دافئة

لا تقيمي جبال ثلج فوقها

لا تمطري بّرد

لا تنهكِ قواك

فبراكين شبقي كافية لتذيب القطبين

...حمراء الكيان...

استلي يديك من كهوف الوحدة

واغرزيها نارا

أينما شئت ِ

فجري براكيني احتضني حممي

ثوري كالإعصار

اقتلعي كل أوراقي

ارسمي ما شئت ِ

فوق أرضي

تجولي بين تلالي و صخوري

اعبثي بكل نتوءاتي

اروي شبقها

ارتشفي نيرانها

اتقدي أكثر فحرارتك

قد تطفأ غزارة نيراني

تعيد الحياة لمدني الضائعة

اتقدي وردتي

انفجري التهبي

احرقيني برغباتك الجامحة المكبوتة

أشعلي النيران في تكويني

فأنا روما

ولتكوني نيرون

أحفري اسمك في تاريخي

انتشي بانهزامي

أقيمي حفلات انتصارك على موائد شبقي إليك

فهي باقية لا تزول

دعوة للغوص

حوريتي

غوصك في عمقي يوقد

بقدحة من صوان

النيران في تكوين منفرط

الوريقات كشجرة دب الخريف في أوصالها

حوريتي

أبحري في داخلي ....غوصي أكثر

فأنا أبدو أجمل هناك

لا يغريك سواد شعري

واللمعة في عيني

و تكويرة أطرافي

لا تهتمي بالسطح

فأنا في العمق أجمل

أبحري بلذة

اكتشفي تضاريسي أكثر

اصطادي ما شئت ِ

من ملكاتي فهي لك

اغمريها بقبلاتك الأسطورية

لتبدو أجمل

احضنيها ..اعتنقيها

تلذذي بها

فهي ثمرات نضجت بما فيه الكفاية

غوصي أكثر حوريتي

فلن يوقفك أحد

فلا حراس ولا جنود

فلست طروادة

ولا أملك أسوار عكا

أنا جبل عاشق

أنا ارارات ولتكوني أورامار

أبحري بين صخوري التحفي علّوي

ستصلين قمتي بسهولة

حينها ستعلمين جمال العلياء

غوصي حوريتي

فعمقي يستهويه غوصك

الأربادة الشرقية

أيتها الأربادة

الآن أستطيع أن أقرئك أكثر

تعلمين لماذا

لأني اليوم ولجت بكلي في تفاصيلك

اليوم فقط علمت مدى جمال الولوج في الأعماق

هاتي يديك كفانا وقوفا أمام عتبة الانتظار

هاتها ودعينا نتعلم فن الفقدان السهل

فلا أحد يمكنه الوصول هنا

فالقمر عيناه مفقوءتان

والليل يعيش نهايته

هاتي يديك ودعينا نعيش مع الليل

نهايته قبل رحيلنا في درب الشمس


هاتي يديك الصغيرتين

ألمسهما أستنشقهما أزرع بعضا مني

بين خطوطهما أقيم برجا لي فوق خط القلب

أرسم خطين متقاطعين أعلاه

أبعثر أيامي على خط الحياة

أتعلق بكلي أسفل خط الرأس

أنشر أمنياتي على خط القدر

علّي أكون فارسك المتوج

بخاتم البنصر الفضي

*
*

هاتي يديك لتتوسد النرجسات العشر

على خدي دعيهما تنامان هناك

سأسقيهما من مطر شفتي كي لا تذبلا

في جيوب الوحدة

دعيهما تعيشا الفصول الأربعة

في حقولي

تولدان و تثمران فيه

دعك من أفكار الأمس

والعشق في طواحين الهواء

ولسان هذا وذاك

فالنرجسات تذبل بسرعة

لا تدعيها


تتألم

تكبر ويكبر الألم معها


هاتي يديك أيتها الأربادة الشرقية

لنعزف لحن الخلود

على وتر النشوة المتبخرة

من بحر نظراتنا



تنويه :

أستخدمت هنا بعض من خبرتي في قراءة الكف

الاربادة : حورية الجبال والهضاب في الأساطير اليونانية

أنت ِ

ليلى

أنت ِ الجمال المتربع

على قمم جباليا

أنت الربيع المتوسد

في ربوع واديا

أنت ِ شمسُ ُ تنير نهاري

وقمرُ ُ يضيء لياليا

أنت ِ نبض قلبي فكيف

يأتي يوما أكون لك ِ ناسيا

أنت سعادة ذكرياتي

في السنين الخواليا

أنت ِ داء لن أتمنى

يوما أن أكون منه شافيا

أنت ِ البحر الذي رمى

القلب فيك المراسيا

أنت ِ الروح لحرفي

وفي حبك تكثر القوافيا

أنت ِ وليس سواك من سكن

القلب واستعمره بعد أن كان خاليا

أنت ِ أمواج عاتية تضرب

شطآني الهاديا

أنت ِ الحلم أنت ِ الخيال

ففيك تحقق كل أمانيا


أنت ِنسائم الصبا

أنت ِ قهوة صباحيا

أنت ِ السعادة لي

فترحمي بالعيون الباكيا

أنت ِ حبيبتي أنت ِ عشيقتي

أقولها فخرا للكون علانيا

أمواج من رحم الخيال

استجمعت قواي هذا الصباح

وبكامل جسدي ودون أن تطأ قدمي الأرض

كان الكرسي يحملني

بدأت باحتساء بعض من قهوة آرثر رامبو

وبكل عزيمة هممت بالإبحار في عالمي الآخر

تجولت في بعض الخلجان والشواطئ القريبة

من حدود مملكتي

في غفلة الحلم ذهب بي إلى ما هو أبعد

إلى بساتين نيرودا حيث أشجار التفاح متناثرة

غرني أنا العابر السبيل جمال تفاحاته فقطفت إحداها

وبكل اتزان حملت بقاياي واتجهت نحو البوابة حيث ينتظرني هناك

اوكتافيو باث من مساء الأمس ليصطحبني معه

إلى حديقته المليئة بأجمل الورود وأنفسها

بكل هدوء مشينا في طريقنا إلى أن وصلنا هناك

حيث الجمال خلق

كالمجنون بدأت التنقل بين شتلاتها المبعثرة

أستنشق إحداها فتسرقني الأخرى

انهزم الوقت بسرعة

وسقطت عباءة المساء من السماء
فكانت لحظة الوداع

والعودة لكرسي الثابت في فناء المنزل

لأستجمع قواي من جديد

لأقوم بغارة

على تخوم ممالكها

تقلدت عتادي كاملا نفخت صدري بالهواء

رفعت رأسي استدرجت قواي

كالعادة لم أنسى تمشيط شعري

بقدمين متثاقلتين بدأت المسير

في درب أول هزيمة

حيث

1

العجلات تحتضر تحت أقدام الدماء

أنهكها تعرجات الأوردة في ميدان الجسد

فبدأ البحث من جديد في أروقة الخيال عن ملجأ

تعيد فيه نفخ الروح في تكويرها المنتظم

2

أصوات نداءات من الشمال يرتد صداها من الرئتين

مصدرا ضجيجا يرتعد الضلع منه

فيصطدم العظم بالعظم

فتكون الفتنة في مملكة الصدر

3

ملك الشمال في خضم الفوضى

يرفع الكرات البيضاء فتسود

قشعريرة تصيب غطاء مدن الجسد

4

إشارات ورايات تثب من الأعلى نحو الأسفل

مهاميز تضرب على عرف اللسان

بعينين مغمضتين تبدأ ثورة الحرف

في سماء الصمت المقيد برباط الأنا المحتضر


5

رذاذ المعاني تلقفتها بعطش

حقول فضولها

فكان الحصاد نشوة بوهيمي

يسير على رمال الخرافة المتأصلة في عنق

سراب الزمن

أحببتك يا وليم

وليم والس أيها القادم من تلك المدينة الصغيرة إلدرزلي

أقول لك أي قلب و أي عشق تملك... أتذكُر هناك

في غبش الفجر عندما أهدتك ماريان وردة وأنت رسمت على وجهها قبلة

عندما نصبت خصلات شعرك الشقراء خيمة على وجهها

لتأوي أشواقا وحنينا بين عيون

ستفرق الأقدار بينهما

تلك الأقدار التي ستصنع

تاريخا جديدا لأمة ألفت الاستعباد



هنا أتيت لأقول لك َ

أحببتك يا وليم


في أحلامي في يقظتي

تراودني صورك في ساحات الوغى

تلوح بسيفك البتار

على صهوة جوادك الأغر

تزرع الرعب في قلوب أعداءك

لن أنسى يا وليم

هناك في فولكيرك

هناك حيث أيادي الغدر والخيانة

أحاطوا بك ورحلوا بك إلى تلك الأرض

التي سمعت كلمتك الأخيرة ( الحرية ) ...( Freedom )

هناك تنفست شهقتك الأخيرة

وليم أيها القلب الشجاع

أقول لك مرة أخرى أحبك ..أحبك

فلتسعد روحك هناك حيث هي
.

.

وليم والس : بطل الثورة الاسكتلندية ضد الاحتلال الانكليزي

ماريان : حبيبة وزوجة وليم قتلت على يد الانكليز

إلدرزلي: مدينة صغيرة تقع في اسكتلندا

فولكيرك : أخر معركة لوليم والس حيث تعرض لكمين نصبه صديقه ومساعده روبرت بروس الذي أقدم على خيانته حيث نقل إلى انكلترا وتم إعدامه بعد رفضه الانصياع لأوامر الملك ادوارد

مغامرة عاشق

في فضاءات الخيال الواسع


هناك بحثت عنك بين الحشائش الخضراء


في الربيع لم أكترث بكوني عملاق


لم يمنعني كبر حجمي من التجول بينها


وتسلق أذرعها التي كانت تتمايل تحت أقدامي


فأسقط من الأعلى في ميلان الذراع نحو الأرض


سعيدُ ُ أنا في تزحلقي من الأعلى إلى الأسفل


للمرة الأولى أشعر بلذة السقوط دون ألم


تابعت مسيرتي بين جذور تلك الحشائش


أختبىء خلفها أظهر من جديد أتلفت حولي


أنظر إلى الأفق كم أبدو صغيرا


يا لسعادتي إني أشعر بالصغر للمرة الأولى


بدأت أقفز أحاول التعثر ببعض الرمل المنثور في الجوار


أغمضت عيناي رفعت حرارة جسدي أنا الآن في صحراء


رفعت صوتي بالقهقهة إني سعيد

صوت قهقهتي أخاف القطط المتجولة


يا لتعاستها لا تعلم مدى سعادتي


تجرعت من كأس الجرأة جرتين


وأخرجت بوصلة قلبي


واتجهت نحو شمالها


كم أنا شجاع اليوم


ولكني لا أدري إن كانت بوصلة قلبي ستدللني إليك


في غياب المغناطيس من شمالك المتجمد


ولكن حتما سأجد الطريق


وأكون أول المغامرين


وأول الفائزين بقبلة على خدك الوردي


المتعطش للمطر الذي سيهطل من شفتي

ليلى يا مليكة الهوى

ليلى مالك

في حبك ِ أسرتني

وأنا الحرُ الطليق ُ

ففؤادي منذ ُ عهود ِ

وهو قاس ٍ يشاكي الحديد

أذبته ِ بنظرة

من العيون ِ السود ِ

ولملمته بقبلةٍ من خد ٍ

خصاله ُ التوريد

يا عجبي من الجمال ِ

كيف يُرسم في صورة ِ

ثغر وجيد ِ

*

*

الصوت صوتُ

قمرية في التغريد ِ

تسّر الأذان سماعها

وتطلب من الحديث المزيد ِ

يا ألاهي ما أجمله من أسر ٍ

وما أسعدني من عبيد ِ

لا أرغب بحرية

تنأى عن سكناك

في ديار بعيد

بل أعشق العبودية في حبك بقربي

وأطلب منك التمديد

فالعبد في حبك

ملكا ً والتاج على رأسه

وهو جالس على العرش سعيد

*
*
*
جمعت من ربا وجهك

السعادة لقلبي

فليحفظها الرحمن من التبديد

ثلجية اللون

أين أنت ِ من خصلة التبريد

أنسيتها وأشعلت نيران الحب

في القلب وزدت

في الشوق التشديد

ليس لي في وصفك لغة ً

فأنا الجاهل بحسن الكلام

وجمع بيت من القصيد

عنقاءٌ... مغرورُُ ُ بحبها

وبعذب ِ كلامها شهيد

تركتي البشر تناجيك

أن تترحمي بآل هذا الفقيد

مجنون تركته يلف الأزقة

رافعاً راية حبك ويعزف نشيد

ليلى يا مليكة الهوى

كم غاص حبك في الأعماق والنوى

أنت ِ السعادة للقلب

وقربك هو الدوا

الحياة والموت.. في بعدك

عني في كفة سواء

لا صوت سوى هدير اليأس

أمطار اليأس تهطل في إيوان منزل القلب... صوتا من الغرفة الداخلية ينادي

أين أنت يا تشيكوف تعال هنا وأخرجني من السجن الذي كان يوما ما منزلا

للحياة أين أنت تعال هنا بسرعة فأني أغرق أني أغرق أين أنت تعال ما بك

ألا تسمعني أنا ايونا بوتابوف أناديك هل حقا لا تسمعني ....لا صوت سوى هدير اليأس

ما قولك يا قلبي هل حقا تشيكوف لا يسمعني أم أنه يسد آذانه .....

قلب ايونا : أنه يسد آذانه كي لا يسمعك ربما يشعر بتأنيب من الضمير فهو

من سرق منك ابنك في ربيع عمره لا أعتقد أن يأتي الآن لأنه هو من جمع هذه

الغيوم التي تسكب اليأس علي فيغرقك أتعتقد بعد هذا سيأتي ...........

ايونا: الحق معك يا قلبي لن يأتي فمن يحمل الفأس لا يزرع ....إذا

مــا مــن أحدا هناك ليسمع وأنا في وحدتي اغرق ...أغرق رغم احترافي السباحة في عالم الفراغ والجمود.......... فهذه المرة هناك اختلاف لأني فقدت أطرافي في الحرب مع الواقع المظلم الذي بات كابوسا ينتزع روح الحياة من ثنايا جسدي المنهك ......فبت كقطعة خشبية مركونا في زاوية الغرفة لا أجيد الحراك انتظر قدرا ينتزعني من هذه الزاوية الصماء ينجيني من هذا الطوفان الذي يجتاح قلبي.... ولكن ....عبثا ليس هناك أحد حتى القدر تائه عابث لا يجيد الإبحار في عالم الإنقاذ وكأنه مخلوق لبعث العذاب في أرواحنا وأجسادنا النحيفة الضئيلة ضآلة قدراتنا على المجابهة... إذا لتتوقف كل عقارب الساعات ويعلن توقف أنفاسي عن اللعب في سماء الوحدة

انتهى

ايونا بوتابوف : بطل قصة لمن أشكو كآبتي

أنطون تشيكوف : كاتب قصة (لمن أشكو كآبتي )وهو كاتب روسي معروف

بعد قراءة هذه القصة لتشيكوف حاولت أن أضع نفسي في مكان بطل القصة

وأتحدث قليلا بلسانه ..أتمنى أن أكون وفقت في ذلك

أحجية القدر

أحجية القدر

تكبلني بسلاسلها

الوهمية

المقيتة

ترميني بصحبة الأمل

في واد الانتظار

أعزف على وتر

الحلم أنشودة الأمل

فيترأى لي السراب

في الصدى المرتد

من مزار الوهم

أحجية قدر تملأ قاع الذهن

بتساؤلات كالمتاهات

أفر منها إليها
*
*
*

في دوامة هذا الضياع

تهب في سماء المستحيل

نسمة تنبأ بقدوم الإعصار

من شمال مملكة أنثى

أعلنت التمرد و العصيان

في إمارة القدر

العابث المحتل لمملكتها

منذ قديم العصور

النسمة اتجهت نحوي عانقتني

بشدة وحملتني معها


انتزعتني من بين فكي ذاك الوادي

وحلقت بي لأنثاي المتمردة

لأعلن معها العصيان

حتى النصر على القدر

وحل لغز أحجيته

التي تطاردني وتزرع سمومها

أينما حلت في مملكتي

*
*
*

أنثاي المتمردة

إليك أنا قادم

بكل ما أحمل

بين ثناياي من شوق وحنين

إليك قادم لنخط

تاريخا جديدا لثورة عشقنا

بقلم تعتق في جرة حبنا

فافتحي ذراعيك

فأنا قادم وبيدي قنديل

الأمل يشع بنور يطفأ

ظلمة المستحيل

*
*
*
متاهة...أمل يترأى في الأفق ..ويستمر الصراع

صمت ..لا أرى ..انتهيت

...بداية النهاية...نهاية البداية....
.

شمس حياتي بدأت بالزوال

لم يعد بإمكاني أن أراك

سأكتب لكِ هذه الحروف

عل أن يأتي يوم وتلمحها عيناك

ليلى

يا ربيع الحلم

يا هبة العمر

ليلى

أيتها القادمة

من بين ثنايا الغيم

تسكبين الحب والجمال

على حقول مملكتي

تنشرين الربيع

بين فصوله

..ليلى..


يا من تركت الحب في قلبي قوافل

والسعادة مقيدة في القلب بالسلاسل

كان لحبك في كياني وقع الزلازل

يصدح بتراتيل عشق تشاكي غناء البلابل
.
.

قطف من حقول قلبي السنابل

تركني أعاني القحط

في زمن أصبح النعيم اختزال

...أمل ... انتظار ..حلم..

ليلى

أملي أن أراك يوما تضعين على قبري

أكليل ورد معطر بأنفاسك

أعانقه...

أتنفسه ...

لأعيش الموت بسعادة

أشق ظلمة الوحدة

بنور لمسة تركتها

فوق صهوة الإكليل

فيكون وجودي هادئ

على ضفاف نهر العتمة

أتسلق طيفك المحلق في السماء

أنثر رذاذ الشوق ليوم خلودنا

أنا وأنت

....رجاء ..أنفاس أخيرة...اقتربت منك َأيها...

ليلى

لا تدعيني هناك وحيدا

هبي كلماتي وعدا

بأنك ستأتي

ألا تسمعين نداءات قلبي

لا تتركيني وحيدا في مملكة الموت ِ

وحيدا أعاني

أعلم بأنك

ستتألمين كثيرا

و ستبكين مرارا

و ستملئين جرار الحزن بالدموع تكرارا

أعلم بكل هذا

ولكن ما أنا بفاعل

فقد شنقت أيامي

على أمل لقياك

...عبثا ...

فلم أعد أملك ألان غير الرحيل

فهناك أمران ليسا من رحم الخيال

أحبب من تشاء فأنك عنه راحل

عش كيفما تشاء

ولكن لن تملك يوما قياد القدر

فوداعا لحلم الأمس القريب

وداعا لهذه الحياة التي كنت عنها غريب

وداعا للحزن الذي عني لم يغب

وداعا لكل أمنية لم تجب

وداعا لكل الأحقاب التي عشتها

وداعا فدموعي وتنهدات قلبي وشهقة الروح


لم تعد تتركني

أكمل

صمت ....لا أرى ...انتهيت

أنا ألان بين ثناياك أيها...
.

.

.

بداية النهاية...نهاية البداية....


...أمل ... انتظار ..حلم

عبثا

....رجاء ..أنفاس أخيرة...اقتربت منك َأيها...


صمت ....لا أرى ...انتهيت

أنا ألان بين ثناياك أيها...

أيها العمر المتآكل

الساعة الثانية بعد منتصف الليل

حملت يراعي واستدرجت مخيلتي

إلى ساحة الصراع ملئت دواتي

بحبر من همي وحزني وآهاتي

فتحت دفتر ذكرياتي هممت بخط

حلقة جديدة من مسلسل عذاباتي

فكان نتاجي زيت صب

في مشكاة مآساتي

يا أسفي

على عمرا قضيته

بين هم وحزن وآهات

فيا أيها العمر المتآكل

يا حكاية الرمل

في وجه العاصفة

يا بكاء أم ثكلى

يا حسرة أرملة عذراء

يا عشق فتى لعجوز شمطاء

يا أيها العابر

العاثر

النرجسي

الآثم

أبالحزن تعبر بي

جسر الحياة

سامعا هجاء

أطراف صمتي

منتظرا فطام أيامي

عن الزمان
.
.
.

غرورك البأس

يقتلني

يزرع الخواء

في كل لحظاتي

يغمرني بطوفان من

الأحزان والآهات

يفاجئني كل يوم

بعراء أحلامي وأمنياتي

يهدم قبابها

ينثرها غبارا

فوق أراض مأساتي
.
.
.

فلو خيروني لما اخترت

أن أكون أحد ضحاياك

يا أيها العمر المتآكل

هناك حيث كنت ِ

هناك حيث كنت ِ

هناك حيث سارت قدماك

سأبني محرابً لقلبي

سأتركه هناك

... يعتكف....

.....يصلي.....

هناك حيث سارت قدماك
.
.
.

هناك حيث أنفاسك

اختلطت

بنسمات المكان

....هناك سأبقى .....

أترك أنفاسي ..تنهيداتي

تلامس

كل نسمة عابرة

كل نسمة ساكنة

علها تلامس بعضا من أنفاسك

.....العابرة

...الساكنة

في ذاكرة ذلك المكان
..
.
.

هناك في ذلك المكان

سأفرش الأرض

بصورك التي تحتل مخيلتي

وألتحف السماء

المقيدة بجبروت جمالك
.
..
.

هناك في ذلك المكان

سأقبل ذاك التراب الذي

سارت عليه قدماك

وأحضن كل خيال لك ِ يرتسم

أمام عيناي
.
.
.
هناك حيث كنت ِ

سأرسم وجهك

شعرك المتناثر

على ألواح السماء

فلن يهمني أن قال الناس عني مجنون

فأن بحق مجنونك

يا ليلى

يا ست النساء

إلى ماهو أبعد من الحلم

في ربيع العمر


استساغ قلبي عشق فتاة


تدعى ليلى


انساب الليل بين شعرها


والعيون التحفت عباءته السوداء


والربيع رسم على خديها وردة حمراء


عسل السدر يقطر من ثغرها


والعنق الأسيل كجيد عنقاء


قامتها ممشوقة


والثلج يغطي مملكتها بسترته البيضاء


وكأنها مخلوقة من بذرة الحوريات


لتزرع في واحات قلبي الحب


وتقطف من سماء العشق المجرات
.
.


كان بيني وبينها ذكريات وآلاف صور
.
.

...لكن...

في غفلة من الزمن كان الفراق لنا قدر

حيث تركت وحيدا

بين تلك الذكريات و الصور

أعاني من ظلم الفراق الذي كان

لنا قدر
.
.
.

في كل لحظة

انظر إلى صورنا الصغيرة


الملتحفة بمحفظتي أتأملها


أسافر معها إلى عالم الأحلام


أتجول بين مدنه


ماسكا يدها


مرتديا هالتها


التي تدور حول جسدي
.
.
.

ذاك الجسد


الذي يكتسيه حرارة شوق وحنين


إلى ما هو أبعد من الحلم
.
.
.


ذاك الحلم


الجميل الذي يؤانسني في وحدتي


و يبعث في روحي شحنات أمل


بلقاء قريب ينقلني إلى ما هو أبعد


وأجمل من حلم
.
.
.

فمتى اللقاء يا ليلى

فقلبي احترقَ شوقاً

وجوارحي تئن تحت الجراح
.
.
متى اللقاء

لأنسى الأحزان

وأهيم غاشياً منكباً بين أحضانك

استنشق نسمات الحياة من فاك

.
.

متى اللقاء

لأبحث تائهً بين ثناياك

عن ارض

أحيا بها

وأقاوم زمن الاندثار
.
.
متى اللقاء يا ليلى

فالشوق حرق بقايا الروح

والجسد ذاب من لوعة الفراق
.
.
متى اللقاء

فلذة الحب تٌٌٌمتم


بلغة الانفجار


فألا أتيتي

واحتضنتي حممها

وذبتي في قوقعة الاشتياق
.
.

ألا تعلمين


بأني سجين ألم الدهر


في غيابك


وملك الزمان في لقاءك


ألا تعلمين


بأن كبرياء حلمي


سقط في أرض فراقك وهجرانك


ألا تعلمين


بأن عنفوان كلمتي


هزمت أمام عواصف رغبتي

في جنون لقاءك


ألا تعلمين


بأني أصبحت صدى

لكل لحن حزن وألم

يئن في لحظة شجن

تحلم بساعة رؤياك
.
.
.
.
سيدتي

فلتعلمي

بأني في عودتك

سأبني لك في قلبي قصورا من العشق


وأدعك تحتلينها


تعبثين بها


تتجولين بينها


ترفعين راية النصر فوقها


فلا يهمني أن كنت أمامك مهزوما


ولا يهمني أن وقعت بين يديك أسيرا


فمن يقع في حب الحسناوات


لا يضيره هزيمة
.
.
.

فمتى اللقاء

فقلبي احترق شوقا


وجوارحي تئن تحت الجراح