هناك كان يتصيد الهم على ضفة النهر
والأسماك الصغيرة تلعب لاتعي ما يخبئه هذا الشاب الكهل بين أضلاعه
كانت تمارس شعائرها دون توقف وهو يقوم برمي الصنارة إلى أبعد نقطة
لا يريد لشيء من الأسى ان يفلت منه
يمر الوقت وهو جالس في سكون يعكرصفوه تلك الغيمات التي تخيم على قلبه
يفكر مليا يتحدث مع نفسه يتأمل السماء لا شيء في الأفق القريب
سوى الغبارالذي انتفض من تحت حوافر الخيول المهاجرة
هل يكتفي الزمن بهذا الغبار أم أن هناك عواصف آخرى قادمة
لتقتلع هذه التربة النتنة التي يفوح منها رائحة الموت
لا أحد يعلم
فكل شيء هنا يختنق
كل شيء هنا يحترق
هل له أن يبقى هنا
لا
إذا ليرحل مع الريح مسرعا
فلا شيء هنا يدعوه للبقاء
ارحل مع الريح يا بني واستقر في رحم النسيان حتى يأتي زمن ولادتك
ارحل يابني
ارحل